فن العطاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فن العطاء


 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول الملاحظات و الاستفساراتشات حقوق الإنسانمواقع ترجمةMusicRomantic Relax Music

 

 المتسول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أسيرة الخاطر
مشرفة منتدى الأسرة و الـطـفل
أسيرة الخاطر


الـــدولـة السعودية
العضوية العضوية : 16
مواضيع مواضيع : 49
الـتاريخ الـتاريخ : 04/10/2012
نقاط نقاط : 77
الموقع الموقع : الرياض
الهوايات الهوايات : :
المزاج المزاج : .

المتسول Empty
مُساهمةموضوع: المتسول   المتسول Ymnmd1008.01.14 18:43

"
الـمتسـول
"

الندى يقطر على الجدران المتشققة، من أعمدة الكهرباء المرتعشة،
وروحي. الخرقة التي لففت بها ترطبت، لم تطعمني منذ البارحة ووجهي متسخ،
  أرغب بالبكاء لأعلن جوعي وبردي،
 هآاا، لن يؤثر هذا بها وبكل الأحوال مازال الوقت مبكراً،
  لدي النهار بأكمله لأعمل.
 الشمس ارتفعت ما يكفي لأراها بطرف عيني، رَكَضَتْ بسرعة حين أصبحت الإشارة حمراء
 وأنا أهتز بين ذراعيها، أُغِلقَت نوافذ السيارات بوجهها طرقتها مرددة عدَّت دعوات،
 البعض ناولها النقود والآخر صرفها،
 توقفت سيارة فارهة،
 اقتربت منها .. وقرصتني،،،
 حان دوري لأعمل، بدأت بالصراخ،
  أعطاها السائق مبلغاً جيداً بدا ذلك على وجهها،
جلسنا بجانب جدار أكلت وأطمعتني.
 الشمس أعلى وتمنيت لو أنها ادفء اختارت إحدى الحاويات وجلست بجانبها ومدت الخرقة التي لفتني بها على الأرض ووضعتني أمي عليها.
 
أمي، هل حقاً هي أمي؟،
 لا تشبه من كنت أتكوّن في أحشائها،

كانت أكثر دفئاً وحناناً، كنت شبعان ونظيف، وأنام بهدوء، ولا...،
 اشتقت لأمي من أنت؟ من أنت؟ صدرت من الرضيع همهمات لم تعرها اهتماماً،
كانت تقرب حركة المارة، ما إن ترى أحداً حتى تمد رأسها وذراعيها في الحاوية وتعبث بها، تقلب الرضيع،
 حاول الزحف قليلاً، لكنها أعادته، اقتربت قطة، مشت حوله، اقتربت منه أكثر، نظرت بعينيه، ثم لعقت أنفه، ضحك، مرة ثانية فضحك من جديد،
 لعقت وجنيته المتسختين وجبينه، لم يعد يضحك، لعقته حتى نظّف وجهه، اقتربت منه أكثر وجلست، ألصق نفسه بها وحضنها، شعر بالدفء لتسلل من يديه إلى قلبه، سمع نبضها، هدأ وأغمض عينيه، قفزت القطة مرعوبة حين شدتها من ذيلها،
 كشّرت عن أنيابها وأظافرها، وتلك المرأة تلوح بيديه لإبعادها، حاولت القطة سحب، لكن المرأة رفعتني وركلتها بعيداً، بكيت.
 اختفت الشمس بالغيوم الرمادية، ومازلنا نستجدي، وأنا أرقب الناس، وأنتظر إشارتها لأصرخ،

أبحث عن أمي بين المارين، أتراني؟ أستعرفني، أريدها أن تأخذني وتضمني وتحميني،
 آه أمي أين أنتِ؟ وأهي تلك التي تقف على الرصيف المقابل وتحضن طفلها،
أم التي تمسح فم ابنتها هناك، أم من تمسك يدي ابنيها لتقطع الشارع..
 مزق صوت سيارة شرطة خيالاتي،
رفعتني بسرعة وركضتْ، قِطَعُ النقد المعدنية تقع على الأرض وترن..
 أرى السيارة تقترب،
تلفتت ورائها ورأت ما وقع،
 إنحنت وإلتقطت بعضها، رفعت رأسها ورأتهم يقتربون، ركضتْ وأنا أهتز بين ذراعيها،
دخلت بأحد الأزقة، ثم إلى آخر يساراً، توقفنا واتكأت على حائط الأسمنت بخارٌ يخرج من فمها مع لهاثها،
 أتُراها أمي تبحث عني؟ صرختُ، فإذا بها تغلق فمي بكفيها، حركت رأسي ولم تفلتني، عَضَتُها، أمطرت السماء،
سال دمها في فمي، المطر يسقط كالرصاص،
 تلاقت عينانا للمرة الأولى.

. لمى ضرغام , الأردن
ودي،، ومحبتي،،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المتسول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ضحكة سيد زيان _ أحلى مشهد لفلم المتسول
» مكافئة المتسول ومكافحة التسول, كاركتيرمن تصميمي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فن العطاء :: المنتديات الأدبية :: القصص والروايات-
انتقل الى: