عقارب الأعدقاء!
--------
بما ان خير استشهاد لا يقبل الشك هو كتاب الله وهو الصالح لكل زمان وكان فإن آياته فيها من العبر التي يجب ان نتفكر فيها لارتباطها بأمور حياتنا اليومية لمن يعقل ويفهم.
في الآية الكريمة من سورة التغابن يحذر فيها الله جلا وعلا المؤمنين بقوله: «يأيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم»، وبما ان الآية تحذر من أقرب الناس إلينا، الذين يعتبرون أعداء لنا دون ان يعلموا أنهم أعداء، فإن من الواجب أن نحذر من الآخرين.
وربما كان العدو أخا أو أختا أو عما أو خالا وحتما ان النسيب او من نظنه صديقا قد يكون عدوا لنا ونحن نظن انه من الناصحين، وكم من شخص لم يعرف اعداءه إلا بعد فوات الأوان وندم بعدما لا ينفع الندم، وهذا ما حدث فعلا مع أكثر من شخص نعرف قصصهم.
الخطاب في تلك الآية الكريمة موجه للمؤمنين دون سواهم، ولكن هل من تعرضوا لمثل تلك الأمور الني نبهنا إليها رب العالمين كانوا من المؤمنين ام انهم مازالوا يثقون بهم وبنصائحهم ولا يتعلمون من الدروس السابقة.
في الأمثال المصرية هناك مثال شائع يقول«الاقارب عقارب»، وقديما قال احد الشعراء بيتا من الشعر يجب ان يفهمه الجميع، حيث يحذرنا من المقربين الينا فيقول:
احذر عدوك مرة واحذر صديقك الف مرة
فربما انقلب الصديق وكان أعلم بالمضرة
أدام الله من تفكر في تلك الآية وتعلم منها، ولا دامت العقارب التي تلدغ بحجة الحب للملدوغين.
---
خاص. بقلم سعد المعطش
---