لحظة ذكية
،،،،،،،،،،،
.
.
كيف نبدو أمام الهواتف الذكية؟ وكيف تبدو علاقاتنا ولقاءاتنا وتجمعاتنا؟
ماذا لو مر على مجلسنا أحد من الزمن القديم؟ كيف سيرانا وجسور الأحاديث مهترئة، وحميمية الحوار مفقودة.
ولا يقتصر ذلك على الكبار، بل على الأطفال أيضاً، إذ ضاعت حركتهم وألعابهم وجنونهم أمام الأجهزة الحديثة، تلك التي تعتمد بشكل كامل على العقل، كيف هو اللاذكاء الذي ننغمس به أمام ذكاء الأجهزة..
لعل تلك الأجهزة الذكية صُنعت لتوثق علاقتنا بالعالم الخارجي، وبجهلٍ منا نراها وقد قطعت علاقاتنا الداخلية، علاقاتنا بالمحيط الذي نعيش فيه، والذي يعنينا بشكل أكبر، ونهتم لأمره بصورة أعمق، نحن باللاوعي منا نفرط في جمال الاجتماع الحميمي، والأحاديث التي قد لا تتكرر مرة أخرى في زمن نحن نعيشه، مع بشر قد لا يجمعنا معهم القدر مرة أخرى.
إن الأوقات التي ربما تكون جميلة، نحن نشوّهها بألا نعيشها بوجهها الكامل، فقط لأننا نريد توثيقها لزمنٍ مستقبلي بالتصوير، لاحقاً، ندرك أن لحظاتنا انفلتت من بين أيدينا ونحن لم نشعر بذلك، والسبب التقاطه.
لعل من الصعب ألا نواكب العصر بتطوره، والركب بانطلاقته، فذلك بحد ذاته قد يعتبر بشكل أو بآخر - جهلا الكترونيا - لا يناسب هذا الوقت السريع في طبيعته، ولكن هذا العلم يحتاج منا إلى فطنة وكياسة، تناسب تماماً ذكاءه، حتى لا يتغلب علينا، ثم نصبح أمام العقل الالكتروني "أغبياء".
المعرفة جميلة، ومحاربة الجهل بجميع أشكاله انتصار للإنسان والبشرية، وتعزيز لعقله ومداركه، ولكن، الأجمل أن تكون بأيدينا الهيمنة التامة التي تقوم بموازنة الأمور، واغتنام اللحظة الذكية، وإدراك أن العمر بجميع أوقاته والمحيط الذي حولنا، أغلى وأعظم من الأجهزة التي تربطنا بالعالم الخارجي، الافتراضي في طبيعته، إذ قد لا نقابله في حياتنا مطلقاً
,,
,
ممار راق لي
من الكاتبه.الجادل بنت ناصر
( كاتبه قطرية )
.
تحيااتي , اخوكم مشـاري
منتديات فن العطاء